دائماً ما كانت المنطقة العربية موطن للعلماء البـــارزين الذين ولدوا وتربوا ودرســـوا على تلك الأرض، حيث يزخر تاريخنا العربي بالعديد من العلماء الذين تفوقوا وتوصلوا لعديد من الاكتشافات في مجالات علمية متعددة، وتعد أبحاث العرب القدماء واكتشافاتهم أساسًا للعديد من الاختراعات الحديثة، حيث كانت مؤلفاتهم بمثابة مراجع أســــتند عليها العلم الحديث ، وقد ســـــاهمت هذه الإنـــجازات بتطور البشرية في العديد من المجـــالات، ولا يمكن ذكر أشــهر العلماء في أي مجالٍ علمي دون ذكر عالمٍ عربي واحد على الأقل، فعلى الرغــــم من التحولات التاريخية الكبيرة التي شــــهدها العرب إلا أنهم استــــطاعوا دائماً أن يكونوا من الرواد في المجــالات العلمية، من خلال تقديم إنجازات علمية مازالت خالدة حتى يومنا هذا.
وفي عصرنا الحاضر تؤكد الدول المتقدمة على أن الجهود الهادفة إلى تطـوير المواهب تشـــكل محوراً رئيسياً للتنمية وتصب في المصلحة الاجتـماعية والاقتــــصادية للدولة، خاصة في حــــالة الدول التي تعمل على تطوير اقتصادات قائمة على المعرفة، حـــيث تُعتبر المـــوهبة والمهارات والمعــــرفة موارد رئيسة وعوامل نجاح حيوية، كما تتشارك هذه الدول في تفسير المبرر وراء رعاية الموهوبين على أنه حق لكل فرد في الحصول على أكبر قدر من التـــطوير والتــــنمية حسب قدرته، وتســــتند التوجهات الناجحة في رعاية الموهوبين والمبدعين في الدول المتقدمة على الدعم الحكومي طويل الأمــد من خلال إيجاد التزام مالي وطني للموهوبين يغطي كل المـــراحل، من المقاييس الفعالة للتعرف عــلى الموهوبين إلى أفضل المـمارسات في مجال الرعاية، وضمان اســــتمرار تطبيق ممـــــارسات مبتكرة وشاملة لبرامج المـــوهوبين. وامـــتداداً لدور أســلافنا من العلــــماء العرب في تعزيز الحضارة العربية، واعتزازاً بتراثنا العربي الثقافي العميق المرتبط بسلسلة من الحضــارات الإنسانية، ولتحـــقيق تكامل الرعاية والاستثمار في الطاقات البشرية الشابة في العالم العربي، قامت المملكة العربية السعودية ممثلة بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بالشراكة مع المنظـــمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكــــسو" بإطــــلاق برنامج تنفيذي على مستوى العــــالم العربي بشكل سنوي. " مبادرة الموهوبون العرب " وتم تنفيذ النســـخة الأولى من المــــــبادرة في الـــعام 2021م.
